top of page
  • صورة الكاتبqasem shehab

كل ما يجب معرفته حول عملية رفع الرحم بالمنظار 2023

تاريخ التحديث: ٢٩ مارس ٢٠٢٣


تعد عملية رفع الرحم بالمنظار (Laparoscopic uterine lift) واحدةً من أكثر الخيارات العلاجية أماناً وفعالية في علاج هبوط الرحم (Uterine prolapse) حيث شكل نقلةً نوعية ساعدت على التقليل من مخاطر الجراحة التقليدية والحصول على نتائج أكثر دقة.


ساعدت هذه التقنية الحديثة على تفادي عدد هائل من عمليات استئصال الرحم وتجاوز ما تخلفه من عقبات جسدية ونفسية، تؤثر على الحالة الصحية للمريضة وتنعكس سلبًا على علاقتها الزوجية.


نتحدث في هذا المقال عن تقنية رفع الرحم باستخدام المنظار ونشرح تفاصيل هذه العملية وما يسبقها من إجراءات وما هي أهم النصائح التي من شأنها أن تحسن وتيرة التعافي.


محتويات المقالة



ما هي عملية رفع الرحم بالمنظار؟


تنطوي هذه التقنية على علاج تدلي أعضاء الحوض وبالأخص هبوط الرحم باستعمال مجموعة من الأدوات والتقنيات الجراحية الدقيقة التي تعتمد على المنظار الجراحي بالدرجة الأولى.


مكنت تقنية المنظار من الاستغناء عن إجراء الشقوق الجراحية الطويلة واستبدلتها بمجموعة من الشقوق الصغيرة يتم من خلالها إدخال الأدوات والمنظار عبر جدار البطن والتوغل في جوف الحوض، من ثم إجراء التداخل الجراحي على الرحم.


يشيع هبوط الرحم لدى النساء لا سيما مع تقدم العمر، إذ تستوجب هذه الحالة تصحيح توضع الرحم ورفعه لتفادي استئصاله، وقد حققت تقنية رفع الرحم بالمنظار (Laparoscopic uterine lift) نتائج مثالية في هذا المجال وأصبحت تستخدم على نطاق واسع حول العالم.


ما المقصود بـ هبوط الرحم؟


تتوضع أعضاء الجهاز التناسلي لدى المرأة ضمن الحوض ويؤمن التوضع التشريحي بين عظام الحوض مع توافر مجموعة من الأربطة الدعم اللازم لهذه الأعضاء وتثبيتها في مكانها الطبيعي.


يسبب ضعف العضلات والأربطة في قاع الحوض هبوط الرحم (Uterine prolapse) في المهبل أو بروزه للخارج في الحالات المتقدمة، ويستخدم الأطباء تصنيفًا معتمدًا لهبوط الرحم لتقييم مدى خطورة الحالة.


يمكن ألا تحتاج الحالات الخفيفة لمداخلة جراحية أو معالجة، ولكن تفاقم هبوط الرحم قد يعيق ممارسة الأنشطة اليومية ويؤثر على وظائف الأعضاء المجاورة في الحوض.



ما هي أعراض هبوط الرحم؟


تبدأ الأعراض بشعور انتفاخ خفيف في المهبل مع الإحساس بالثقل إضافًة لعسر الجماع حيث يصبح الجماع مؤلماً وتتفاقم الأعراض مع تقدم الحالة لتصيب الأعضاء المجاورة في الحوض.


يترافق هبوط الرحم مع مشاكل في التبول تتمثل بالإلحاح البولي وسلس البول بالإضافة إلى الإحساس بعدم اكتمال تفريغ المثانة، كذلك يحدث الإمساك وصعوبة التغوط حيث تضطر المريضة للضغط على منطقة الحوض والعجان لإتمام التغوط.


ما هي عوامل الخطورة في هبوط الرحم؟


يعتبر التقدم في العمر أشبع عوامل الخطوة خصوصًا لدى السيدات اللواتي خضعن لأكثر من ولادة طبيعية أو لديهن قصة ولادة طفل عرطل أو كبير الحجم.


تًتراجع وظيفة المبيضين في إنتاج الهرمونات بعد انقطاع الطمث مما ينعكس سلباً على وظيفة هرمون الأستروجين الذي يساعد عضلات الحوض على الاحتفاظ بقوتها ويزيد من احتمالية تدلي الرحم.


تزيد السمنة والجراحات السابقة في منطقة الحوض إضافةً لتراجع الأنسجة الضامة العائلي من احتمال الإصابة بهبوط الرحم كذلك.


مراحل عملية رفع الرحم بالمنظار


يتألف إجراء رفع الرحم ثلاث مراحل رئيسية، تتكامل مع بعضها، لتحقيق أقصى فائدة من الإجراء، ألا وهي:

  1. التحضير للعملية.

  2. مجريات العملية.

  3. ما بعد العملية.

سنذكرها إليكم بالتفصيل، بالإضافة إلى الإجابة عن أهم الأسئلة التي تتمحور حول تفاصيل العملية.


أولًا: التحضير لعملية رفع الرحم بالمنظار


يشمل التحضير الحصول على استشارة طبية من طبيب مختص والاستفسار عن مختلف الأسئلة المتعلقة بهذا الإجراء ومناقشة المخاوف والتطلعات التي تأمل المريضة تحقيقها وما هي المضاعفات والمخاطر المحتملة.


تعد العملية آمنة وآلامها قليلة إذا ما قورنت بالجراحة التقليدية والعقابيل المرتبطة بها، كذلك يمكن يمكن للمريضة أن تعود للمنزل في غضون 24 ساعة من الإجراء.



ما هو أفضل وقت لإجراء عملية رفع الرحم بالمنظار؟


تعد الفترة التالية مباشرة للحيض من الدورة الشهرية الوقت المثالي لإجراء التنظير حيث يكون تدفق الدم نحو الرحم والمبيضين منخفضًا والذي يقلل بدوره من خطر النزف.


من الضروري التأكد من أن المريضة غير حامل لأن خضوع المريضة لهكذا إجراء قد يشكل خطرًا على حياة الجنين وسلامته.



  1. الامتناع عن الطعام لمدة تتراوح بين 6_12 ساعة قبل العملية ويُنصح بشرب كميات كافية من الماء والالتزام بالغذاء الصحي الغني بالألياف خلال الأسبوع الذي يسبق العملية.

  2. إيقاف مميعات الدم للتقليل من خطورة النزيف ومضادات الالتهاب غير الستيروئيدية إضافةً للمكملات العشبية أو الغذائية وفيتامين ك.

  3. الصيام عن الطعام والشراب قبل العملية بمدة لا تقل عن 8 ساعات والامتناع عن التدخين في الأيام القليلة التي تسبق العملية

ثانياً: مجريات العملية


تتمحور عملية رفع الرحم بالمنظار حول الحفاظ على الرحم من الاستئصال عبر تثبيته بشبكة من خيوط البرولين إلى الأربطة المجاورة في الحوض وإعادته لموقعه الطبيعي.


تجري العملية تحت تأثير التخدير العام ويتم إحداث 4 فتحات صغيرة في جدار البطن تقيس بين 0.5_1 سم، يتم من خلالها إدخال منظار مزوّد بكاميرا دقيقة والأدوات الجراحية المراد استخدامها.


يحرص الجراح على أن تكون الثقوب على بعد 2 سم من الشوكة الحرقفية الأمامية العلوية ثم يتم ثقب عضلات البطن وإدخال الأدوات في المسافة تحت الصفاق دون المساس بالصفاق نفسه.


تستهدف إحدى تقنيات علاج هبوط الرحم تعليق الجزء العلوي من المهبل بالأربطة الرحمية العجزية ورفعه إلي مكانه الطبيعي باستخدام غرزات أو خيوط دائمة.


تعتمد إحدى التقنيات أيضاً على استخدام شبكة جراحية داعمة تعيد للحوض هيكله وتعيد الأعضاء إلى مواقعها الصحيحة ويمكن أن يلجأ الجراح إلى تثبيت الرحم والمهبل إلى عظم العجز.



ثالثاً: ما بعد العملية


بعد تنفيذ عملية رفع الرحم، لابدّ أن نضع في الحسبان المضاعفات والمخاطر والسلبيات التي قد تحدث، بالإضافة إلى التعليمات التي يجب أن تلتزم بها المريضة لتحقيق تعافي سريع ونتائج ممتازة.



ما هي المضاعفات المرتبطة باستخدام الشبكة الجراحية؟


يعد تآكل الشبكة الجراحية أشيع المضاعفات المرتبطة باستخدامها حيث تتعرض بعض أنواع الشبكات للكسر لاسيما تلك المصنوعة من البوليستر أو البولي بروبيلين حيث يمكن أن تتآكل الشبكة.


يمكن أن يتسبب تقلص الشبكة مع مرور الوقت شداً للمهبل والشعور بالألم لدى الجماع، كذلك تستدعي بعض المضاعفات بالرغم من ندرتها ضرورة إجراء تداخل جراحي لإزالة الشبكة أو تصحيحها في بعض الأحيان.


ما هي مخاطر عملية رفع الرحم بالمنظار؟


1- النزيف


بالرغم من أن تقنية المنظار لا تعتبر باضعة كالجراحة التقليدية وبالرغم من أن خطر النزيف ضئيل إلا أنه من المحتمل أن تحتاج المريضة لنقل دم خلال العملية أو بعدها.


2- العدوى


يشيع إصابة المسالك البولية بالعدوى والالتهابات لكنها لا تعد من المضاعفات الخطيرة وغالبًا ما يتم تفاديها بإعطاء الصادات الحيوية قبل العمل الجراحي وبعده.


3- إصابة الأعضاء المجاورة


على الرغم من أنها مخاطر غير شائعة، إلا أن إجراء التداخل قد يلحق الأذى بالأعضاء والنسج المحيطة بالرحم ويؤثر على تعصيبها أو ترويتها.


التعافي من رفع الرحم بالمنظار


تعتمد وتيرة الشفاء التام على الحالة الصحية والنظام الغذائي المتبع قبل الجراحة وبعدها بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بتعليمات الطبيب، وتختلف فترة التعافي من مريضة لأخرى لكنها تمتد لأسبوع وسطيًا ما لم تحدث مضاعفات.


يمكن أن يتم تركيب قسطرة بولية وأنبوب لجمع المفرزات بعد العملية لكن في معظم الأحيان لا تكون هذه الإجراءات ضرورية إلا في التدخلات الجراحية الكبيرة.


تنصح المريضة بعد زوال تأثير التخدير تماماً بتناول المشروبات الساخنة مثل الكمون أو النعناع ويتم تشجيعها على النهوض من السرير والمشي لمسافات قصيرة بعد العملية بعدة ساعات ويمكن تخريج المريضة بمجرد خروج ريح من البطن.



نصائح بعد عملية رفع الرحم


هناك بعض النصائح التي يجب عليك اتباعها بعد عملية رفع الرحم بالمنظار والتي تشمل:

  • ينصح بأخذ قسط كافٍ من الراحة وتجنب القيام بالأعمال المنزلية والتمارين المجهدة.

  • المشي باستمرار لتفادي خطر حصول خثار وريدي عميق ناجم عن ركودة الدم بسبب قلة الحركة.

  • يجب الامتناع عن التدخين وتناول الأطعمة الصحية الغنية بالألياف والفيتامينات للوقاية من حدوث الإمساك .

  • الابتعاد عن ممارسة الجنس لفترة كافية خصوصاً أن ألم الجماع يمثل واحداً من أهم أعراض ما بعد عملية رفع الرحم.

  • الالتزام بالتمارين الرياضية والتي من شأنها أن تحسن وتيرة التعافي.


أسئلة شائعة حول عملية رفع الرحم بالمنظار


متى يمكن العودة لممارسة الأنشطة اليومية؟


تسمح الجراحة عن طريق المنظار بالعودة إلى العمل في غضون أسبوعين ويمكن للمريضة أن تقوم بقيادة السيارة بعد أسبوع واحد في الحالات البسيطة.


تمتاز عملية رفع الرحم بالمنظار بكون الجروح الناجمة عنها صغيرة مما يمكن المريضة من الاستحمام بعد الجراحة بفترة قصيرة ولكن لا ينصح بذلك خوفًا من إصابة الجروح بالعدوى.


تستطيع المريضة ممارسة الجنس عند الشعور بتحسن بعد عدة أسابيع حيث لا يوجد شقوق جراحية أو غرزات في المهبل كما في الجراحات الكبرى والتي تتطلب فترات أطول للتعافي.


ما هي الحالات التي تحتاج طبيب بعد عملية رفع الرحم بالمنظار؟

  1. نزيف مهبلي غزير

  2. وجود إفرازات مهبلية مائية أو كريهة الرائحة

  3. الدوار والإغماء

  4. آلام في الحوض أو في الخاصرة

  5. صعوبة التغوط وعدم القدرة على إخراج الغازات

كيف تتم الوقاية وهل يوجدعلاجات غير جراحية؟


تعد الولادات الطبيعية والتغيرات الهرمونية المرافقة لانقطاع الطمث عوامل خطورة لا مفر منها وإنما تتمحور الوقاية حول بقية العوامل التي يمكن تفاديها ببعض الإجراءات البسيطة والتقليل من خطورتها.


ينصح الأطباء بتجنب رفع الأحمال الثقيلة للتقليل من الضغط على عضلات الحوض وحمايتها من الجهد الزائد الذي يحول دون إصابتها بالضعف والتسبب بتدلي الرحم.


يساعد الالتزام بنظام غذائي صحي على منع حدوث الإمساك الذي يشكل أحد التعقيدات الأساسية، إذ يتسبب الضغط المستمر على الأمعاء والجهد المبذول عند التغوط بزيادة خطر الإصابة بهبوط الرحم.


ما المقصود برفع الرحم طبيعياً؟


بعد أن استوفينا في شرح خطوات رفع الرحم بالمنظار، لابد أن نشير إلى مجموعة الوسائل والإجراءات التي تغني عن الجراحة وتساعد على التخفيف من الضغط والألم المصاحب لتدلي الرحم والحد من تفاقم الأعراض،


هذا ما يعرف برفع الرحم طبيعياً، وأهم هذه الوسائل:


1- التمرين


تلعب التمارين الرياضية دوراً مهماً في تقوية عضلات الحوض والرحم وتمثل الطريقة الأكثر فعالية في الوقاية من ارتخاء الأربطة وضمور العضلات وما ينجم عنها من تدلي أعضاء الحوض.


تعد تمارين كيجل واحدة من أفضل الخيارات التي يلجأ لها الأطباء والتي تساعد إلى حد كبير في شد عضلات قاع الحوض وتوفير دعم أفضل للرحم والمهبل.


تبدأ نتائج تمارين كيجل بالظهور بعد حوالي ثلاثة أسابيع من بدء ممارستها لمدة 3 مرات يومياً.


معلومة مهمة: من الجدير بالذكر أن التمارين تعود بالفائدة على الأمعاء والمثانة وتساعد كذلك على شد عضلات المهبل.


2- الفرزجة المهبلية (Vaginal pessary)


يشير مصطلح الفرزجة المهبلية إلى تثبيت المهبل في مكانه والمحافظة على انتصابه باستخدام جهاز خاص قابل للإزالة مصنوع من السليكون أو المطاط ويظهر فعالية ممتازة في الحالات الخفيفة والمتوسطة.


يجب الالتزام بالمحافظة على نظافة جهاز الفرزجة وإزالته قبل ممارسة الجنس للوقاية من انتقال البكتيريا و الإصابة بالإنتانات، كذلك ينصح الأطباء باستخدام غسول يحوي الأستروجين أو تطبيق الغسول موضعيًا لتجنب التهيج الذي قد يسببه الجهاز.



ما هي أهم أنواع الفرازج المهبلية؟


يوجد عدة أنواع للفرازج المهبلية المستخدمة في علاج هبوط الرحم، نذكر منها:


1- الفرزجة الحلقية (Ring pessary):


حلقة سيليكونية قابلة للإزالة تعرف باسم حلقة رفع الرحم وهي النوع الأول الذي يوصي به الأطباء وتبلغ أقصى مدة لاستخدامها حوالي 30 يوم، ويفضل أن تتم إزالتها مساءً قبل النوم.


2- فرزجة جيلهورن (Gellhorn pessary):


تأتي بشكل قرص مع مقبض صغير في الوسط لسهولة التحكم ويتم وصفها عادةً في الحالات الأكثر حدة من هبوط الرحم، وتتوفر عدة أحجام قابلة للطي تستقر في المهبل بعد إدخالها.


3- الفرزجة المكعبة (Cubed pessary) :


تتشابه في آلية عملها مع الأنواع الأخرى، وتتميز بتصميم مختلف مكعب الشكل مصنوع من السيليكون يحتوي على ثقوب لتصريف المفرزات المهبلية ومنع احتباسها.


إن التطور التقني الهائل في قطاع الصناعات الطبية والتقنيات الجراحية مكن من تصحيح مشكلات وعلاج حالات معقدة بدقة فائقة وأضرار أقل.


كانت تقنية رفع الرحم بالمنظار حلًّا جذريا ساعد على تفادي مئات عمليات استئصال الأرحام، كذلك فإنه أعان على التقليل من مخاطر الجراحة لأبعد الحدود.


يعتبر هبوط الرحم واحدًا من أشيع استطبابات تقنية المنظار بتعدد ميزاته وتنوع تقنياته والتي لا يزال العمل جاري على تطويرها من مختلف الجوانب بما يحسن من جودة الرعاية الصحية ويوفر على الجراحين عناء العمليات الكبرى.



.................................................


المصادر:

٧٧ مشاهدة٠ تعليق
bottom of page